رغم أن الفيلم معظم مشاهده صامته إلا أنى لم أشعر بالملل لثانية واحدة. شعرت بالإستمتاع والتركيز طوال فترة عرض الفيلم. فيلم حياة باي هو فيلم فلسفي ذكى جذاب محمس يجعلك تفكر في كل حياتك من حياة وعلاقات والأديان والحياة بعد الموت والإيمان.. فيلم عميق وممتع.
قصة الفيلم تحكى عن كاتب ملحد يريد كتابة رواية جديدة ولم يجد أي قصة تستحق الكتاب. ولكن في يوم من الأيام زار شخص هندى يعيش في كندا. هذا الشخص الهندي لديه قصة حدثت له في حياته تستحق أن تُكتب في شكل رواية .. قصة غريبة ستجعله يؤمن بوجود إله.
يبدأ الشخص الهندي في سرد قصة حياته منذ ولادته في الهند. نبدأ بالتعرف على الطفل باى "Pi" .. هذا الطفل باى لا يعرف فى حياته إلا أبوه وأمه وأخوه الكبير فقط. ولكن مع مرور السنين يبدأ فى التعرف على العالم من حوله .. ويتعلق قلبه بوجود إله فى هذا الكون حتى لو لم يعرف من هو هذا الإله وما هى طريقة عبادته.
يبدأ الطفل باى بتقليد أمه ليصبح هندوسي مثلها، ويتأثر بقصة الصلب والفداء ويصلى على الطعام مثل المسيحيين، ويرى مسلمين في مسجد يركعون فيصلي مثلهم.. في نظر باى كان الإيمان بالله هو الأساس والدين يأتي في المرتبة التالية وأقل أهمية.
لخص باى هذه الفلسفة في تشبيه بسيط هو أن الإيمان بيت كبير به الكثير من الغرف .. كل غرفة هي كل دين من الأديان. ولكن الكاتب سأله: هل يوجد الشك داخل هذا البيت، فرد بسرعة: الشك يملأ هذا البيت.. لأن الشك هو الذى يعطى الإيمان حيويته ويعيد تجديده دائماً.. أنت لن تعرف قوة إيمانك إلا بعد أن تختبره.
بغض النظر عن عدم واقعية الفكرة.. وأن جميع الأديان ترفض هذه الفكرة جملةً وتفضيلاً .. إلا أن في نفس الفيلم، قال أبو الطفل باى أن الإيمان بكل شئ يساوى الكفر بكل شئ.. ونصح طفله بأن يبحث عن إيمان واحد فقط ويثبت فيه حتى لو كان خطأ!
برغم هذه النصيحة إلا أن الطفل باى استمر في الإيمان بالله وممارسة شعائر الأديان الثلاثة! .. ظل الأمر كما هو عليه حتى قرر أبو الطفل باى نقل جنينة الحيوانات الخاصة به إلى كندا ويبيع الحيوانات ويستقر هناك كمهاجر.
أثناء الرحلة في المحيط.. حدثت عاصفه رعد كبيرة.. وغرقت المركب بالحيوانات.. ومعها عائلة باى وطاقم قيادة السفينة.. استطاع باى بأن ينقذ نفسه ويركب في قارب نجاه صغير..
جاء مع باى حمار وحشى هارب من القفص إلى قارب النجاة .. عندما ابتعدت القارب عن السفينة الكبيرة لاحظ باى أن هناك شخصاً يحاول النجاة في البحر.. فقرر باى أن يمد أحد مجدافي السفينة ليساعده على النجاة.. ولكن عندما اقترب اكتشف أنه نمر بنغالي من حيوانات الجنينة.. كان باى يعرف هذا النمر منذ طفولته.. ونجا بالفعل النمر وصعد إلى القارب مع باى والحمار الوحشي.
بعد مرور هذه الليلة وبداية الصباح وهدوء البحر.. اكتشف باى أبعاد المشكلة الواقع فيها! .. شاب صغير في السن عديم الخبرة موجود على مركب نجاة في المحيط الهادي ومعه نمر وحمار وحشى.. وضبع كان مختبئ فى سارى المركب خرج بعد هدوء العاصفة.. وقردة وجدها تصارع للنجاة في فساعدها لتكون معهم على القارب.
ظل الطفل باى معلق على السارى وتحته الأربعة حيوانات.. لم يستطع النزول من على السارى ولم يستطع النوم!
بدأت الحيوانات تتصرف بغريزتها عندما جاعت.. وهجم الضبع على الحمار الوحشي .. وبعدها هجم على القردة أيضاً.. دار صراع بين الضبع والقردة انتهى بمقتل القردة.. في هذه اللحظة تملّك الغضب من باى وهجم على الضبع ليقتله لكن هجم النمر على الضبع وقتله.
بعد هذه اللحظة، لم يكن هناك غير الطفل باى مع نمر مفترس على قارب نجاة صغير في المحيط!
أدرك الطفل باى أنه في معركة بقاء .. معه نمر مفترس ويحتاج إلى الطعام والتفكير في طريقة للنجاة.. بدأ بإستخدام الموارد الموجودة بالفعل على المركب مثل علب المياة والبسكويت ودفاتر ورق ومسدس اشارة وأقلام وأدوية واسعافات أولية.. جمع باى كل هذه الأشياء ووضعها فوق ألواح خشب وربطها بحبال موصولة بحبل للمركب.. وبذلك يصبح بعيد عن النمر .. وفى نفس الوقت بدأ بتعلم الصيد بيده من المحيط.
بدأ يستعين بخبرته البسيط من عيشة في جنينة حيوانات مع أبيه في الماضي لكي يدرب النمر ويعرف كيف يسيطر على النمر. ويقسم صيد السمك بينه وبين النمر.. يعطى النمر السمك الصغير ويأخذ باى السمك الكبير.. بالإضافة إلى أجزاء من السمك الكبير يعطيها للنمر كمكافأة للنمر .. واستطاع تدريب النمر كما لو كان في السيرك.
ومرت أيام كثيرة، رأى فيها سمك جميل في البحر.. وعواصف وأمطار.. وهدوء مع سماء صافية.. ومشاهد ممتعه ومخيفة كثيرة. وفى يوم من الأيام يرى جزيرة في البحر كلها أشجار ونباتات يسكنها حيوان الميركات (قطط الصخور) فقط.
دخل إلى الجزيرة فوجد بها بركة ماء عذبة .. كان يغسل فيها ملابسة ويشرب منها.. ولكن عندما يأتي الليل يكتشف أن البركة تحولت إلى مياة مسمومة كل السمك الموجود بها مات.. ويرى داخل ثمرة من ثمار الأشجار ضرس إنسان.. فيعرف أن هذه الجزيرة مسحورة. شكلها عادى بالنهار ولكن بالليل تأخذ من سكانها كل ما أعطته لهم وتميتهم.
قرر باى في الصباح أن يترك الجزيرة في الصباح ويخاطر بحياته في المحيط.. يشاء القدر أن يأخذه تيار المحيط إلى شاطئ المكسيك.. آخر مشهد يراه باى قبل أن ينقذه سكان الجزيرة هو مشهد هروب النمر على اليابسة دون أن يهتم بـ باى الذى أهتم به على القارب ولم يقتله! ذهب إلى غابة المكسيك دون أن يودع الإنسان الذى عاله طوال هذه الفترة التي قضاها في عرض البحر! لم ينظر حتى وراءه ليرى باى رغم صداقتهم التي استمرت ٢٧٧ يوم في البحر.
بعد انقاذ باى، زاره شخصين من شركة الشحن اليابانية المالكة للسفينة لكى يعرفوا كيف غرقت المركب. ويسجلوا سبب غرق السفينة في التقرير. فحكى لهم باى حكايته وكيف عاش طوال هذه الأيام على مركب مع حيوانات مفترسة في عرض البحر.
ولكن لم يصدق الموظفين هذه القصة ويطالبوه بقصة أكثر واقعية لكتابتها في التقرير. فإختار أن يحكى لهم قصة أخرى عنه وعن أمه وعن الطباخ الفرنسي .. هذا الطباخ الفرنسي اتهم أبيه بالعنصرية وقتله.. وبحار آخر.. وفى حكاية باى التي ألفها.. كان الناجين هم باى وأمه والطباخ الفرنسي والبحار.
الطباخ تقل البحار ليوفر الطعام.. ويغضب من باى ويضربه فتتدخل أمه فيقتل الطباخ أمه أيضاً.. وبعدها يقتله باى دون أى مقاومة منه كإعتذار عن كل الجرائم التي فعلها الطباخ. ويظل باى حي على المركب حتى يحدفه الموج على شط المكسيك.
رغم أن القصة غير متماسكة ولكن يقبلها الموظفين لأنها واقعية أكثر من القصة الحقيقية. ويكتبوها فى تقريرهم.
يرجع المشهد الأول الذى به باى والكاتب.. ويسأله ماذا تختار أنت من القصتين؟ .. رغم غرابة القصة اختار الكاتب أن يصدقها.. رغم أنها منافية للعقل.. ينتهي الفيلم ويخبر باى الكاتب: هذه هي نفس حكاية الإله.
ينتهي الفيلم ويتركنا في تفكير عميق وتشبيهات كثيرة.. يُمكنك أن تسمع تأملات وتفسير أحمد بحيري عن قصة فيلم باى (فيديو).
لمعرفة المزيد من الأفلام والمسلسلات التي أنصح بمشاهدتها اضغط هنا.
قصة الفيلم تحكى عن كاتب ملحد يريد كتابة رواية جديدة ولم يجد أي قصة تستحق الكتاب. ولكن في يوم من الأيام زار شخص هندى يعيش في كندا. هذا الشخص الهندي لديه قصة حدثت له في حياته تستحق أن تُكتب في شكل رواية .. قصة غريبة ستجعله يؤمن بوجود إله.
يبدأ الشخص الهندي في سرد قصة حياته منذ ولادته في الهند. نبدأ بالتعرف على الطفل باى "Pi" .. هذا الطفل باى لا يعرف فى حياته إلا أبوه وأمه وأخوه الكبير فقط. ولكن مع مرور السنين يبدأ فى التعرف على العالم من حوله .. ويتعلق قلبه بوجود إله فى هذا الكون حتى لو لم يعرف من هو هذا الإله وما هى طريقة عبادته.
يبدأ الطفل باى بتقليد أمه ليصبح هندوسي مثلها، ويتأثر بقصة الصلب والفداء ويصلى على الطعام مثل المسيحيين، ويرى مسلمين في مسجد يركعون فيصلي مثلهم.. في نظر باى كان الإيمان بالله هو الأساس والدين يأتي في المرتبة التالية وأقل أهمية.
لخص باى هذه الفلسفة في تشبيه بسيط هو أن الإيمان بيت كبير به الكثير من الغرف .. كل غرفة هي كل دين من الأديان. ولكن الكاتب سأله: هل يوجد الشك داخل هذا البيت، فرد بسرعة: الشك يملأ هذا البيت.. لأن الشك هو الذى يعطى الإيمان حيويته ويعيد تجديده دائماً.. أنت لن تعرف قوة إيمانك إلا بعد أن تختبره.
بغض النظر عن عدم واقعية الفكرة.. وأن جميع الأديان ترفض هذه الفكرة جملةً وتفضيلاً .. إلا أن في نفس الفيلم، قال أبو الطفل باى أن الإيمان بكل شئ يساوى الكفر بكل شئ.. ونصح طفله بأن يبحث عن إيمان واحد فقط ويثبت فيه حتى لو كان خطأ!
برغم هذه النصيحة إلا أن الطفل باى استمر في الإيمان بالله وممارسة شعائر الأديان الثلاثة! .. ظل الأمر كما هو عليه حتى قرر أبو الطفل باى نقل جنينة الحيوانات الخاصة به إلى كندا ويبيع الحيوانات ويستقر هناك كمهاجر.
أثناء الرحلة في المحيط.. حدثت عاصفه رعد كبيرة.. وغرقت المركب بالحيوانات.. ومعها عائلة باى وطاقم قيادة السفينة.. استطاع باى بأن ينقذ نفسه ويركب في قارب نجاه صغير..
جاء مع باى حمار وحشى هارب من القفص إلى قارب النجاة .. عندما ابتعدت القارب عن السفينة الكبيرة لاحظ باى أن هناك شخصاً يحاول النجاة في البحر.. فقرر باى أن يمد أحد مجدافي السفينة ليساعده على النجاة.. ولكن عندما اقترب اكتشف أنه نمر بنغالي من حيوانات الجنينة.. كان باى يعرف هذا النمر منذ طفولته.. ونجا بالفعل النمر وصعد إلى القارب مع باى والحمار الوحشي.
بعد مرور هذه الليلة وبداية الصباح وهدوء البحر.. اكتشف باى أبعاد المشكلة الواقع فيها! .. شاب صغير في السن عديم الخبرة موجود على مركب نجاة في المحيط الهادي ومعه نمر وحمار وحشى.. وضبع كان مختبئ فى سارى المركب خرج بعد هدوء العاصفة.. وقردة وجدها تصارع للنجاة في فساعدها لتكون معهم على القارب.
ظل الطفل باى معلق على السارى وتحته الأربعة حيوانات.. لم يستطع النزول من على السارى ولم يستطع النوم!
بدأت الحيوانات تتصرف بغريزتها عندما جاعت.. وهجم الضبع على الحمار الوحشي .. وبعدها هجم على القردة أيضاً.. دار صراع بين الضبع والقردة انتهى بمقتل القردة.. في هذه اللحظة تملّك الغضب من باى وهجم على الضبع ليقتله لكن هجم النمر على الضبع وقتله.
بعد هذه اللحظة، لم يكن هناك غير الطفل باى مع نمر مفترس على قارب نجاة صغير في المحيط!
أدرك الطفل باى أنه في معركة بقاء .. معه نمر مفترس ويحتاج إلى الطعام والتفكير في طريقة للنجاة.. بدأ بإستخدام الموارد الموجودة بالفعل على المركب مثل علب المياة والبسكويت ودفاتر ورق ومسدس اشارة وأقلام وأدوية واسعافات أولية.. جمع باى كل هذه الأشياء ووضعها فوق ألواح خشب وربطها بحبال موصولة بحبل للمركب.. وبذلك يصبح بعيد عن النمر .. وفى نفس الوقت بدأ بتعلم الصيد بيده من المحيط.
بدأ يستعين بخبرته البسيط من عيشة في جنينة حيوانات مع أبيه في الماضي لكي يدرب النمر ويعرف كيف يسيطر على النمر. ويقسم صيد السمك بينه وبين النمر.. يعطى النمر السمك الصغير ويأخذ باى السمك الكبير.. بالإضافة إلى أجزاء من السمك الكبير يعطيها للنمر كمكافأة للنمر .. واستطاع تدريب النمر كما لو كان في السيرك.
ومرت أيام كثيرة، رأى فيها سمك جميل في البحر.. وعواصف وأمطار.. وهدوء مع سماء صافية.. ومشاهد ممتعه ومخيفة كثيرة. وفى يوم من الأيام يرى جزيرة في البحر كلها أشجار ونباتات يسكنها حيوان الميركات (قطط الصخور) فقط.
دخل إلى الجزيرة فوجد بها بركة ماء عذبة .. كان يغسل فيها ملابسة ويشرب منها.. ولكن عندما يأتي الليل يكتشف أن البركة تحولت إلى مياة مسمومة كل السمك الموجود بها مات.. ويرى داخل ثمرة من ثمار الأشجار ضرس إنسان.. فيعرف أن هذه الجزيرة مسحورة. شكلها عادى بالنهار ولكن بالليل تأخذ من سكانها كل ما أعطته لهم وتميتهم.
قرر باى في الصباح أن يترك الجزيرة في الصباح ويخاطر بحياته في المحيط.. يشاء القدر أن يأخذه تيار المحيط إلى شاطئ المكسيك.. آخر مشهد يراه باى قبل أن ينقذه سكان الجزيرة هو مشهد هروب النمر على اليابسة دون أن يهتم بـ باى الذى أهتم به على القارب ولم يقتله! ذهب إلى غابة المكسيك دون أن يودع الإنسان الذى عاله طوال هذه الفترة التي قضاها في عرض البحر! لم ينظر حتى وراءه ليرى باى رغم صداقتهم التي استمرت ٢٧٧ يوم في البحر.
بعد انقاذ باى، زاره شخصين من شركة الشحن اليابانية المالكة للسفينة لكى يعرفوا كيف غرقت المركب. ويسجلوا سبب غرق السفينة في التقرير. فحكى لهم باى حكايته وكيف عاش طوال هذه الأيام على مركب مع حيوانات مفترسة في عرض البحر.
ولكن لم يصدق الموظفين هذه القصة ويطالبوه بقصة أكثر واقعية لكتابتها في التقرير. فإختار أن يحكى لهم قصة أخرى عنه وعن أمه وعن الطباخ الفرنسي .. هذا الطباخ الفرنسي اتهم أبيه بالعنصرية وقتله.. وبحار آخر.. وفى حكاية باى التي ألفها.. كان الناجين هم باى وأمه والطباخ الفرنسي والبحار.
الطباخ تقل البحار ليوفر الطعام.. ويغضب من باى ويضربه فتتدخل أمه فيقتل الطباخ أمه أيضاً.. وبعدها يقتله باى دون أى مقاومة منه كإعتذار عن كل الجرائم التي فعلها الطباخ. ويظل باى حي على المركب حتى يحدفه الموج على شط المكسيك.
رغم أن القصة غير متماسكة ولكن يقبلها الموظفين لأنها واقعية أكثر من القصة الحقيقية. ويكتبوها فى تقريرهم.
يرجع المشهد الأول الذى به باى والكاتب.. ويسأله ماذا تختار أنت من القصتين؟ .. رغم غرابة القصة اختار الكاتب أن يصدقها.. رغم أنها منافية للعقل.. ينتهي الفيلم ويخبر باى الكاتب: هذه هي نفس حكاية الإله.
ينتهي الفيلم ويتركنا في تفكير عميق وتشبيهات كثيرة.. يُمكنك أن تسمع تأملات وتفسير أحمد بحيري عن قصة فيلم باى (فيديو).
لمعرفة المزيد من الأفلام والمسلسلات التي أنصح بمشاهدتها اضغط هنا.
0 comments:
إرسال تعليق